AI - الذكاء الاصطناعي والبرمجة: ما بين الخوف والفرصة
AI - الذكاء الاصطناعي والبرمجة: ما بين الخوف والفرصة
🔹 ما بين طرفة عين وانتباهتها، يغيّر الله من حالٍ إلى حال.
منذ عامين تقريبًا بدأت أتعرف على أدوات الذكاء الاصطناعي، وكانت في نظري مجرد أدوات مبهرة تُسهّل العمل وتختصر الوقت. لكن ما حدث خلال الأشهر القليلة الماضية كان أشبه بانفجار تقني هائل، جعل هذه الأدوات تنتقل من كونها "مساعدة" إلى أن تصبح "محورية"، بل وتحمل ملامح الهيمنة على مختلف جوانب المعرفة والإنتاج.
الآن، لم يعد الأمر مجرد تسهيل. أصبحنا نتعامل مع وحش تقني عملاق، يستطيع أن:
- يكتب لك مقالاً احترافيًا في ثوانٍ.
- يترجم كتابًا كاملاً بدقة عالية في دقائق.
- يصمم عروضًا تقديمية، ويضع خططًا تعليمية، ويطوّر مواقع وتطبيقات بدون كتابة سطر كود واحد.
نعم، بضغطة زر يمكنك الوصول إلى المعرفة وتنظيمها وتقديمها بأعلى جودة ممكنة.
🔹 الحلم الذي ضاع!
كنت أحلم منذ سنوات بتأليف كتب تقنية، وكنت دائمًا أتوقف بسبب الجهد الكبير في جمع المادة وتنسيقها. أما الآن، وبفضل الذكاء الاصطناعي، تمكنت من إعداد أكثر من 10 كتب خلال أقل من شهر. هل أفرح؟ أم أشعر بعدم القيمة؟ هذا هو التحدي الحقيقي.
كل صباح أسأل نفسي:
- هل الذكاء الاصطناعي سيستبدلنا؟
- هل سيقضي على مهن بأكملها؟
- هل هذا سبب للإحباط؟ أم حافز لمواكبة التغيير؟
من زاوية مادية: نعم، التهديد موجود. من زاوية إيمانية: الرزق بيد الله، والسعي هو المفتاح. قال تعالى: "وفي السماء رزقكم وما توعدون."
🔹 Vibe Coding: البرمجة بالإحساس
Vibe Coding هو أسلوب جديد في البرمجة يعتمد على الوصف بدلاً من الكود. تكتب ما تريد بلغة بشرية، ويتولى الذكاء الاصطناعي تنفيذ المطلوب.
- مايكروسوفت أطلقت Copilot.
- جوجل قدمت AI Studio (Project IDX).
- شركات أخرى أطلقت Replit AI وBuilder.io.
تخيل أن يقضي شخص عمره يتعلم البرمجة، ثم يأتي آخر لا يكتب سطرًا واحدًا ويصنع تطبيقًا في دقائق!
🔹 هل فقدنا قيمتنا؟
- ليس مؤكدا، لكننا أمام مفترق طرق.
- إما أن نتطور ونقود، أو نظل متفرجين.
🔹 الخلاصة
ما يحدث اليوم ليس له شكل واحد. قد يكون بابًا واسعًا... أو هاوية عميقة. قد يكون فرصة لم تُخطر على قلب بشر... أو بداية زوال لمهارات ظنناها أبدية.
لا أحد يعلم، لكن من يقف في مكانه لن يرى شيئًا، ومن يسير بلا وعي قد لا يدرك إلى أين وصل. أما من يُحسن الترقب... فربما يرى ما لا يُرى.
الجدير بالذكر: حتى هذه المقالة التي تقرأها الآن، لم أكتبها وحدي... لقد صاغ أفكارها وساعد في بنائها، بل وقام بتنسيقها ذكاء اصطناعي.
تعليقات
إرسال تعليق